الخميس، 4 فبراير 2010

ما حكم من يعترض على أحكام الشرع، ولا يحب أن ينزل عليها؟؟؟؟

فضيلة الشيخ: ما حكم من يعترض على أحكام الشرع، ولا يحب أن ينزل عليها؟؟؟؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلىآله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين

أما بعد

فالمرء لا يعد مؤمناً حتى ينقاد لأوامر الله , ويسلم لشرع الله , وينزل على حكم الله , وهذا شرط من شروط كلمة (لا إله إلا الله), وقد قال تعالى في محكم التنزيل: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء:59، وقال سبحانه:  فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً  (النساء: 65 ).

وجاء في سبب نزول هذه الآية : أن الزبير بن العوام  خاصم رجلا من الأنصار ؛ قد شهد بدرا مع النبي "صلى الله عليه وسلم" إلى رسول الله في شراج في الحرة , كانا يسقيان به كلاهما النخل , فقال الأنصاري : سرح الماء يمر . فأبى عليه الزبير . فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك . فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله ثم قال : اسق يازبير ، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر , واستوفى رسول الله للزبير حقه , وكان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قبل ذلك أشار برأي أراد فيه السعة للزبير وللأنصاري فلما أحفظ الأنصاري رسول الله استوعى للزبير حقه في صريح الحكم فقال الزبير : ما أحسب هذه الآية إلا في ذلك .

وقال سبحانه :  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ( الأحزاب 36 ) وسبب نزول هذه الآية كما أورده ابن كثير عن أنس  قال : خطب النبي على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها . فقال : حتى أستأمر أمها . فقال النبي : فنعم إذن . قال : فانطلق الرجل إلى امرأته ، فذكر ذلك لها ، فقالت : لاها الله ! إذن ما وجد رسول الله إلا جليبيبا ، وقد منعناها من فلان وفلان ؟ قال : والجارية في سترها تسمع . قال : فانطلق الرجل يريد أن يخبر رسول الله بذلك . فقالت الجارية : أتريدون أن تردوا على رسول الله أمره ؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه . قال : فكأنها جلت عن أبويها . وقالا : صدقت . فذهب أبوها إلى رسول الله فقال : إن كنت قد رضيته فقد رضيناه . قال : فإني قد رضيته . قال : فزوجها . ثم فزع أهل المدينة ، فركب جليبيب ، فوجدوه قد قتل ، وحوله ناس من المشركين قد قتلهم . قال أنس  فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق بيت بالمدينة. (انظر: تفسير القرآن العظيم / ابن كثير / ج 3/ 490)

ومن هنا فإن أي اعتراض على شرع الله سبحانه، أو اعتقاد أن شرعا أو حكما غير حكمه أصلح للبشر أو أنفع لهم يخرج المرء من دائرة الإيمان. إذ ينبغي على المسلم أن يكون مع شرع الله كما الميت مع مغسله، وهذه حقيقة العبودية، فلن يكون العبد عبدا إلا إذا اسجاب لأمر الله، وقال كما قال الصحابة عليهم رضوان الله (وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(البقرة:285).

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق