الخميس، 4 فبراير 2010

هل يجوز للأب أن يضرب ولده

السؤال:

فضيلة الشيخ: هل يجوز للأب أن يضرب ولده إذا أخطأ وأراد بذلك التأديب، وما حدود هذا الضرب؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين

أما بعد

فنعمة الولد من أعظم نعم الله على خلقه، وهي زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)( الكهف:46)، وهذه النعمة العظيمة تستوجب شكر المنعم عيها، وشكرها لا يتم إلا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في تربيته لأبنائه.

ولا أحسب رجلا على مر التاريخ ولا امرأة لم يقم بضرب ابنه تأدبا، كما ان هذا الضرب لا ينافي المحبة التي غرست في قلب المرء تجاه أبنائه، فهس كما قال القائل:

فقسا ليزدجروا ومن يك راحما فليقسوا أحيانا على من يرحم

ولا شك أن الإنسان قد يحتاج إلى ضرب أبنائه احيانا ولكن متى؟ وكيف؟

هذا هو السؤال الحقيقي: متى وكيف؟

والذي أراه والله تعالى أعلم أن المرء قبل أن يقدم على الضرب ينبغي عليه مراعاة التالي:

1. التلميح: فيكيفي الولد أن تلمح له بخطئه، فلا شك أنه سيفطن لذلك.

2. التصريح: فإن لم يفطن الولد للتلميح فلا بد من التصريح، لبيان ما وقع فيه من خطأ.

3. العتاب: وبعد التصريح أو معه يكون العتاب، على أن يكون العتاب بعيدا عن أقرانه وإخوانه، وقد قيل:

تغمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه

فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تلق طاعة

4. الإهمال: حاول أن تسلك أمر الإهمال لإن الولد إن وجد إهمالا أدرك خطأه، وحاول إصلاح نفسه.

5. العقوبة بالحرمان: وهنا ينبغي على المرء أن يسلك أسلوب التربية بالمنع والحرمان، إذ الولد قلبه معلق بما يؤتى له به، فامنع عنه ما يشتهي يأتي بما تريد.

6. التهديد بإيقاع العقوبة: وقبل إيقاع العقوبة يكون التهديد، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" علق السوط حيث يراه أهل البيت".

7. مباشرة الضرب: هنا؛ وهنا فقط يكون الضرب.

ولكن أي ضرب؟ ولمن؟ إنما يكون الضرب على هذا النحو:

• أن يكون الولد قد جاوز العاشرة، إذ لا ضرب قبل العاشرة، فلم يأذن الله بالضرب على الصلاة وهي الركن الأول بعد الشهادتين إلا بعد أم استمر ثلاث سنوات حتى بلغ الولد العاشرة، ففي المسند عند أحمد:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع".

• أن يكون الضرب تأديبا لا عقوبة، فهو أدبا وتهذيبا لا عقوبة، إذ العقوبة إنما تكون لارتكاب جناية، والولد مها كان لم يأت جناية.

• أن يتجنب الوجه لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه".

• أن يتجنب الأماكن القاتلة كالرأس والقلب، والرئة..... ، وهذا يعني أن يكون الضرب على الطراف كاليدين أو الرجلين.

• ألا يزيد الضرب عن ثلاث: لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " رواه مسلم، وقد قيل: تضربن في أدب فوق ثلاث.

• أن يكون الضرب بشيء مأمون، فلا يضرب بما يكسر عضوا، أو يترك أثرا.

• أن يكف عن الضرب إذا ذكره الولد بالله تعالى، ففي الحديث:"إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله ،فارفعوا أيديكم" رواه الترمذي. والولد من باب أولى.



والله أعلم.

هناك تعليقان (2):

  1. انا لا اتفق مع الضرب نهائيا فلا يؤثر الضرب على الجسد فقط و لكن على الحالة النفسية و ارى ان اي بديل افضل من هذه الجريمة التي لا تجدي اي نفع

    ردحذف